مؤسسة إياب للدراسات العربية والإسلامية: رسالة عالمية لتعليم اللغة العربية والقرآن الكريم
مؤسسة إياب للدراسات العربية والإسلامية: رسالة عالمية لتعليم اللغة العربية والقرآن الكريم
في عالمٍ يغرق في بحرٍ من المعلومات، ويتعطش للحكمة، لم تكن الحاجة إلى العودة إلى منابع المعرفة الأصيلة أكثر إلحاحًا من أي وقتٍ مضى. بالنسبة للباحثين الجادّين في فرنسا وبريطانيا وكندا وأمريكا وألمانيا – أولئك الذين تجذب قلوبهم إلى نور الهداية الإلهية، لكن ألسنتهم ليست عربية الأصل – قد يبدو طريق فهم القرآن الكريم والعلوم الإسلامية أشبه بتسلق جبلٍ شاهق. ومع ذلك، ثمة مؤسسةٌ عريقةٌ لا تُقدّم موطئ قدم فحسب، بل طريقًا واضحًا للمضي قدمًا: مؤسسة إياب للدراسات العربية والإسلامية.
لأكثر من ألف عام، كان الأزهر الشريف المرجعَ الذهبيّ للعلم السنّي – منارةً في الضباب، تُرشد أجيالًا من الطلاب عبر تعقيدات المعرفة المقدسة. اليوم، تفتح مؤسسة “إياب” للدراسات العربية والإسلامية أبوابها للمجتمعات العالمية، مقدمةً برامج عالمية المستوى في تعليم اللغة العربية، وتعليم القرآن الكريم للأطفال، ودراسات إسلامية منظمة لغير الناطقين بها، على يد أساتذة من الأزهر الشريف. هذه المبادرات تتجاوز كونها أكاديمية، بل هي شريان حياة لتراث عريق صمد أمام اختبار الزمن.
اللغة العربية: مفتاح فتح أبواب القرآن
العربية ليست مجرد لغة، بل هي مفتاح فتح أبواب كنوز الوحي. إنها جوهر القرآن الكريم، اللغة التي نزلت بها الحكمة الإلهية، والوسيلة التي نقل بها النبي ﷺ الحقائق الخالدة. بالنسبة لغير الناطقين بها في الغرب، مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة وكندا، فإن تعلم اللغة العربية ليس ضربًا من الخيال؛ بل هو الخطوة الأولى على طريق واضح نحو الفهم.
صُممت برامج اللغة العربية في معهد “إياب” للدراسات العربية والإسلامية لتلبية احتياجات المتعلمين أينما كانوا. فهي تتجاوز مجرد التعلم من الكتب المدرسية، لتغمر الطلاب غير الناطقين بها حول العالم في لغة القرآن الكريم والنصوص الكلاسيكية. بفضل التعليم المتخصص ومنهج دراسي متكامل، يُمكّن الطلاب من القراءة والفهم، بل والتفكير باللغة العربية. علاوة على ذلك، لمن يرغب في خوض غمار التجربة، تُقدم برامج الإقامة الدراسية في القاهرة في “إياب” انغماسًا كاملًا – تجربة تُضفي حيوية على اللغة وتضع المتعلمين في موقع القيادة في تعليمهم.
التعليم القرآني للأطفال: غرس حب القرآن الكريم في نفوسهم منذ الصغر
في المجتمعات الغربية، حيث غالبًا ما تسود القيم العلمانية، لا يُعد غرس حب القرآن الكريم في نفوس الأطفال أمرًا مهمًا فحسب، بل ضروريًا. ولذلك، صُممت برامج “إياب” القرآنية للأطفال غير الناطقين بها في معهد “إياب” للدراسات العربية والإسلامية لتكون بمثابة أداة فعّالة تُغذي قلوب وعقول الشباب بجمال الكلام الإلهي.
تجمع هذه البرامج بين الحفظ والتلاوة والفهم بطريقة تفاعلية وثرية روحياً. بقيادة معلمين متمرسين من الأزهر الشريف، لا يقتصر تعليم الأطفال تلاوة القرآن الكريم بدقة فحسب، بل يُرشدون أيضاً لفهم دروسه الأخلاقية وعمقه الروحي. وبذلك، تضمن منصة “إياب” غرسَ الجيل القادم في تراثه المقدس، بل تُرسّخه بقوة.
العلوم الإسلامية لغير الناطقين بها: خارطة طريق للروح
للمتعلمين البالغين – سواءً كانوا معتنقين للإسلام، أو مسلمين من الجيل الثاني، أو باحثين عن المعرفة – تُقدّم مؤسسة “إياب” للدراسات العربية والإسلامية منهجاً مُنظّماً في العلوم الإسلامية، يُركّز على كل ما هو جديد. تغطي هذه البرامج العقيدة، والفقه، وأصول الفقه، والحديث، وعلوم القرآن، وهي وجهة شاملة لكل من يهتم بتعلم العلوم الشرعية. صُممت هذه الدورات لتنمية مهارات الطلاب غير الناطقين باللغة العربية من الصفر إلى الاحتراف العلمي، مع تسلسل واضح للنصوص والمفاهيم. يُقدم التعليم بوضوح وعمق، مما يضمن ألا يقتصر المتعلمون على الخوض في التفاصيل السطحية، بل يتعمقون في ثراء الإسلام الفكري والروحي.
رحلات تعليمية إلى القاهرة: على خطى العظماء
رحلات مؤسسة آب للدراسات العربية والإسلامية التعليمية إلى القاهرة أكثر من مجرد رحلات ميدانية أكاديمية، بل هي إحياء لتقليد “رحلة في طلب العلم”. تُتيح هذه الإقامات الدراسية للطلاب فرصة الاختلاط بالعلماء، وحضور محاضرات مباشرة في جامع الأزهر التاريخي، والانغماس في أجواء القاهرة الإسلامية الروحانية.
تشرف على هذه الرحلات أساتذة مرموقون من الأزهر الشريف، وهي تجارب حقيقية تُشكّل ليس فقط الفكر، بل الشخصية أيضًا. بالنسبة لغير الناطقين باللغة الإنجليزية حول العالم، مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة وكندا، إنها فرصة لا تُنسى للسير على خطى العظماء والعودة إلى الوطن بقلبٍ مفعم بالأمل.