معهد “إياب”: إتقان اللغة العربية على بُعد خطوة منك
تعلم اللغة العربية والقرآن الكريم مع معهد إياب للدراسات العربية والإسلامية
إن اللغة العربية تتجاوز كونها مجرد أداة للكلام؛ فهي شريان الوحي الإسلامي، وحجر الزاوية الفكري لعلوم الفقه، ونبع البلاغة والفصاحة. بالنسبة للناطقين بغيرها في الولايات المتحدة، وكندا، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، فإن الطريق إلى المعرفة الإسلامية الأصيلة يمر حتمًا عبر بوابتها. فتجاهلها أشبه بترك صندوق من الكنوز الفكرية مُغلقًا، ومفتاح ذهبي مهملًا. لهذا السبب، يرعى معهد إياب للدراسات العربية والإسلامية برامج متخصصة لتعليم اللغة العربية والقرآن الكريم للناطقين بغيرها في جميع أنحاء العالم.
العربية: لغةٌ صِيغَت للفكر
اللغة العربية لغةٌ لا تترك مجالًا للغموض؛ فهي غنية بالفروق النحوية الدقيقة، والطبقات الدلالية العميقة، والدقة الفلسفية. بالنسبة للناطقين بغيرها في أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا، لا يُعد تعلم العربية مجرد إنجاز أكاديمي يُضاف إلى سجلهم، بل هو شعيرة لا غنى عنها في مسيرتهم العلمية. فمن أجل فك شفرات المنطق العميق للشريعة، والولوج إلى دقائق التفسير، وتذوق فصاحة البلاغة، فإن إتقان العربية أمر غير قابل للتفاوض. وكما قال الإمام الشافعي: “لا يستطيع أحد أن يدرك الفقه على حقيقته إلا من أتقن اللغة العربية”.
في المؤسسات الأكاديمية الغربية الحديثة، كما في ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وكندا، حيث تُدرَس العلوم الإسلامية غالبًا من خلال ضباب الترجمة، تعمل اللغة العربية بمثابة بوصلة تُمكّن الطلاب الناطقين بغيرها من الإبحار في المصادر الأولية بوضوح وثقة. فلا يمكن الحكم على الكتاب من غلافه، وكذلك لا يمكن الحكم على النصوص الإسلامية من خلال الترجمة وحدها. لذلك، صُممت مناهج معهد إياب للدراسات العربية والإسلامية بدقة باللغة العربية الأصيلة، ويقدمها معلمون مؤهلون من الناطقين بها.
الأبجدية العربية : أسس متينة
إن تعلم الحروف الأبجدية العربية هو اللبنة الأولى في بناء صرح الفهم. بالنسبة للناطقين بغيرها —خاصة في دول مثل الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا— قد تبدو أصوات اللغة العربية الفريدة وكأنها مياه لم تُسبر أغوارها. ولكن مع التوجيه الصحيح في علم التجويد ومخارج الحروف، يبدأ الطلاب في إيجاد موطئ قدم لهم، خطوة بخطوة. ومن هنا، يحرص معهد إياب على أن يتقن المتعلمون الحروف العربية صوتيًا وإملائيًا منذ المستوى الأول.
وكما ذكرنا الإمام ابن الجزري، فإن الزلة في اللسان قد تغير المعاني الإلهية، مما يجعل الدقة الصوتية في تلاوة القرآن واجبًا ربانيًا وليست ترفًا. لذا، يجب على البرامج الأكاديمية أن تضمن للمتعلمين بداية صحيحة عبر دمج إتقان الحروف مع نطق القرآن الكريم منذ اليوم الأول.
قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾ — سورة القمر، 54:17
العلوم الإسلامية والقرآنية: لا مجال لأنصاف الحلول
إن الانخراط في دراسة العلوم الإسلامية والقرآنية يأخذ رحلة المتعلم إلى ما هو أبعد من مجرد قواعد النحو، إلى عوالم الفقه (الشريعة)، والاستدلال الشرعي (الفقه)، والتفسير، والبلاغة. في فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والولايات المتحدة، أثبت دمج معهد إياب لهذه التخصصات في برامجه اللغوية أنه حيوي في رعاية جيل من العلماء والممارسين المتجذرين في الأصالة الروحية والدقة اللغوية على حد سواء. وعلى وجه التحديد، يُعد التجويد والتلاوة أداتين لا تحافظان على النطق الصحيح فحسب، بل تغرسان الخشوع والانضباط، وتربطان المتعلمين بالسلسلة الشفهية العريقة لنقل القرآن الكريم.
العربية هي العمود الفقري لجميع العلوم الإسلامية. ومحاولة دراسة الفقه أو الحديث دون إتقانها كمحاولة بناء منزل دون مخطط هندسي. وكما قال الإمام الغزالي: “فساد المعرفة يبدأ من سوء فهم اللغة”. في الأوساط الأكاديمية في فرنسا وإنجلترا وألمانيا وكندا وأمريكا، يجب أن تكون اللغة العربية في الصدارة، ليس كطبق جانبي، بل كوجبة رئيسية، فبدونها، يصبح الصرح الفكري بأكمله بيتًا من ورق.
تعليم الصغار: غرس البذور قبل العاصفة
يُقال دائمًا: “التعليم في الصغر كالنقش على الحجر”. من هذا المنطلق، يجب ألا يتأخر تعليم العربية للأطفال أو يُخفف محتواه. فالمرونة الإدراكية لدى المتعلمين الصغار تجعلهم مهيئين لتلقي تعليم غامر وممتع وذي مرجعية روحية. وفي بلدان مثل فرنسا وكندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وألمانيا، حيث تسحب التيارات الثقافية في اتجاهات متعددة، يمكن لتعليم العربية أن يكون بمثابة مرساة في خضم التيارات المتقلبة.
لذلك، صمم معهد إياب دورات متخصصة عبر الإنترنت لتعليم اللغة العربية والقرآن الكريم للأطفال الناطقين بغيرها. وسواء كان ذلك من خلال الأدوات الرقمية، أو المواد السمعية والبصرية، أو الكتب المدرسية، أو التلاوة التفاعلية، أو سرد قصص السيرة النبوية، أو الألعاب الصوتية، فإن تعليم العربية للأطفال هو أكثر من مجرد تحفيظ؛ إنه إرساء لجذور هوية تدوم مدى الحياة. فاللغة التي تُعلَّم في الصغر هي هبة لا ينقطع عطاؤها.
ختامًا، إن معهد إياب للدراسات العربية والإسلامية على قدر هذا التحدي. بالنسبة للناطقين بغيرها في الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، لقد حان الوقت لإعادة اللغة العربية إلى دائرة الضوء التي تستحقها. دعونا نتوقف عن التعامل معها كأمر ثانوي، ولنبدأ بالتعامل معها كشعلة تنير الطريق نحو فهم الوحي والعقل والمعرفة والفلسفة والتراث الديني. فمن خلال إتقان العربية والعلوم الإسلامية والقرآنية، والاستثمار التعليمي المبكر في الأطفال، يمكن استعادة مكانة اللغة العربية كلسان حي وشريان روحي نابض.